فصل: (سورة النمل: آية 49):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة النمل: آية 45]:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {إلى ثمود} متعلّق ب {أرسلنا}، {صالحا} عطف بيان على {أخاهم} {أن} حرف تفسير وقد حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، الفاء عاطفة إذا حرف للفجاءة.
جملة: {أرسلنا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {اعبدوا} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {هم فريقان} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: {يختصمون} في محلّ رفع نعت ل {فريقان}.

.[سورة النمل: آية 46]:

{قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}.

.الإعراب:

{قوم} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء مضاف إليه {لم} حرف جرّ واسم استفهام حذفت ألفه في محلّ جرّ متعلّق ب {تستعجلون}، {بالسيّئة} متعلّق بفعل تستعجلون، بحذف مضاف، أي بطلب السيّئة {قبل} ظرف زمان متعلّق ب {تستعجلون}، {لولا} حرف تحضيض {لعلّكم} حرف ترج ونصب، والواو في {ترحمون} نائب الفاعل.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تستعجلون} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تستغفرون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لعلّكم ترحمون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {ترحمون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة النمل: آية 47]:

{قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}.

.الإعراب:

{بك} متعلّق ب {اطّيّرنا} وكذلك {بمن}، {معك} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من {عند} ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ {طائركم}، {بل} للإضراب الانتقاليّ، والواو في {تفتنون} نائب الفاعل.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اطّيّرنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {طائركم عند اللّه} في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: {أنتم قوم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {تفتنون} في محلّ رفع نعت لقوم.

.الفوائد:

{قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}.
تحدثنا عن الطيرة فيما سبق من هذا الكتاب، وعن رأي الإسلام فيها، فلا حاجة للعودة إليها والحديث عنها. فعد إليها في سورة الأعراف من هذا الكتاب.

.[سورة النمل: آية 48]:

{وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {في المدينة} متعلّق بخبر كان {في الأرض} متعلّق ب {يفسدون}، {لا} نافية.
جملة: {كان في المدينة تسعة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفسدون} في محلّ رفع نعت ل {تسعة}.
وجملة: {لا يصلحون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يفسدون.

.البلاغة:

التمام أو التتميم: في قوله تعالى: {وَلا يُصْلِحُونَ} وهذا الفن هو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته أو في صفاته ولفظه تام.
فإن قوله: {وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} شأنهم الإفساد البحت، وقد كانوا كما يروى عتاة غلاظا، وهم الذين أشاروا بعقر الناقة، لمراغمة صالح، وإثارة حفيظته، ومنهم قدار بن سالف المشهور بالشؤم، وقد تقدم ذكره، ولكن قوله يفسدون في الأرض لا يدفع أن يندر منهم أو من أحدهم بعض الصلاح، فتمم الكلام بقوله: {وَلا يُصْلِحُونَ} دفعا لتلك العذرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع. وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم وحسن حالهم.

.الفوائد:

تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه:
أ- إذا كان مميز العدد- ما بين الثلاثة والعشرة- اسم جنس، أو اسم جمع الذي، ليس له مفرد من لفظه، مثل: قوم ورهط، فيجرّ بمن، فنقول: عشرة من القوم لقيتهم، وقال تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ} وقد يجرّ بإضافة العدد إليه نحو: {وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}.
ب- إذا كان مميز العدد من الثلاثة إلى العشرة وما بينهما جمعا أضفنا العدد إليه، فكان مجرورا بالاضافة، نحو: ثلاثة رجال وثلاث نساء.
ج- أما التذكير والتأنيث فيعتبر مع اسمي الجمع والجنس بحسب حالهما، باعتبار عود الضمير عليهما تذكيرا وتأنيثا.
فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما من التأنيث والتذكير، فإذا كان الضمير مؤنثا ذكّر العدد وإن كان مذكر أنّث العدد، فنقول: ثلاثة من الغنم عندي.
فقد انّثنا العدد لأننا نذكر ضمير الغنم فنقول: غنم كثير، ونقول: ثلاث من البط لأننا نقول بط كثيرة. ولكن نقول: ثلاث أو ثلاثة من البقر لأن البقر وضميره يجوز تذكيره وتأنيثه د- اسم الجمع حكمه حكم المذكر، إن كان لمن يعقل. وحكمه حكم المؤنث، إن كان لما لا يعقل. وفي ذلك نظر.
وعند ما يختلف النحاة نحيلك على المطولات.
ملاحظة هامة:
التذكير والتأنيث مع الجمع يعتبر حسب مفرده، فإن كان مفرده مذكرا أنثنا العدد وإن كان مفرده مؤنثا ذكرنا العدد.
الرهط: هو النفر من ثلاثة إلى عشرة وقد يجمع على أرهط وأراهط على خلاف بين النحاة.

.[سورة النمل: آية 49]:

{قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49)}.

.الإعراب:

الفاعل في {قالوا} يعود على بعض القوم يقول لبعض {باللّه} متعلّق ب {تقاسموا}، اللام لام القسم {نبيتنّه} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع {أهله} معطوف على الضمير المفعول في {نبيّتنه}، {ثمّ} حرف عطف {لنقولنّ} مثل لنبيّتنه {لوليّه} متعلّق ب {نقولنّ}، {ما} نافية الواو عاطفة- أو حاليّة- اللام المزحلقة للتوكيد.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: {تقاسموا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: نبيّتنّه لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {نقولنّ} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: {ما شهدنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّا لصادقون} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.البلاغة:

تقاسموا:
فاعل وتفاعل: صيغتان للمشاركة، تفيد كل منهما أن أكثر من واحد اشتركا في الفعل، لذلك دعيت بصيغة المشاركة.

.[سورة النمل الآيات: 50- 53]:

{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53)}.

.الإعراب:

{مكرا} مفعول مطلق منصوب في الموضعين للفعلين الواو حاليّة {لا} نافية.
وجملة: {مكروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {مكرنا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {هم لا يشعرون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لا يشعرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
(51) الفاء استئنافيّة {كيف} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان {أنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه الواو عاطفة {قومهم} معطوف على الضمير المفعول في {دمّرناهم}، {أجمعين} توكيد معنوي للضمير والقوم، منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: انظر لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان عاقبة} في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: {دمّرناهم} في محلّ رفع خبر أنّا.
والمصدر المؤوّل {أنّا دمّرناهم} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بعاقبة أي بأنا دمّرناهم.
(52) الفاء عاطفة {تلك} اسم إشارة مبتدأ خبره بيوتهم {خاوية} حال منصوبة من البيوت والعامل الإشارة {بما} متعلّق بخاوية، والباء سببيّة، وما حرف مصدريّ {في ذلك} متعلّق بخبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد {آية} اسم إنّ منصوب {لقوم} متعلّق بآية بمعنى عظة وعبرة.
وجملة: {تلك بيوتهم} في محلّ نصب معطوفة على جملة كان عاقبة.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {إنّ في ذلك لآية} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يعلمون} في محلّ جرّ نعت لقوم.
(53) الواو عاطفة في الموضعين {الذين} موصول مفعول به في محلّ نصب.
وجملة: {أنجينا} في محلّ نصب معطوفة على جملة تلك بيوتهم.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {كانوا يتّقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {يتّقون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {وَمَكَرْنا مَكْرًا}.
مكر اللّه: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة.

.الفوائد:

3- {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ}.
مرّ معنا ذكر تأنيث الفعل وتذكيره، وفي هذه الآية ذكّر الفعل {كان} رغم أن الفاعل {عاقبة} وهو مؤنث، إلا أنه لا يعقل وفي هذه الحالة يجوز تأنيث الفعل وتذكيره فتبصّر.
وتأنيث الفعل هو إلحاق تاء التأنيث في آخره إذا كان ماضيا، وإيجاد تاء المضارعة في أوله إذا كان مضارعا. والتذكير حذفهما. ولتمام هذا الحديث يجب أن تعاوده في مواطنه، فإنه بحث شائق، جدير بالدرس والتحقيق.
1- مرّ معنا منذ قريب قصة الرهط المؤلف من تسعة رجال الذين ائتمروا على أن يقتلوا صالحا فسقط عليهم الكهف فقتلهم جميعا.
2- الإنسان يمكر، وأما اللّه فلا يمكر، وإنما أسند المكر إلى اللّه للمشاكلة، وهو فن من فنون البلاغة ألمحنا إليه فيما سبق، وتعريف المشاكلة: هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته.